كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال ابن أبي عاصم في كتابه: حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا عبد المهيمن بن عياش بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده، يرفعه: «لا وضوء لمن لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم».
وعبد المهيمن لا يحتج به، وقد تقدم الحديث.
فصل: الموطن الثلاثون من مواطن الصلاة عليه:
عند دخول المنزل:
ذكره الحافظ أبو موسى المديني، وروى فيه من حديث أبي صالح ابن المهلب، عن أبي بكر بن عمران، حدثني محمد بن العباس بن الوليد، حدثني عمرو بن سعيد، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني محمد بن حجلان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الفقر وضيق العيش أو المعاش، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخلت منزلك فسلم إن كان فيه أحد أو لم يكن فيه أحد، ثم سلم علي واقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1) مرة واحدة». ففعل الرجل، فأدر الله عليه الرزق حتى أفاد على جيرانه وقراباته.
فصل: الموطن الحادي والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
في كل موطن يجتمع فيه لذكر الله تعالى: لحديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن لله سيارة من الملائكة إذا مروا بحلق الذكر قال بعضهم لبعض: اقعدوا، فإذا دعا القوم أمنوا على دعائهم، فإذا صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم صلوا معهم، حتى يفرغوا، ثم يقول بعضهم لبعض: طوبى لهؤلاء يرجعون مغفورًا لهم». وأصل الحديث في مسلم، وهذا سياق مسلم بن إبراهيم الكشي، حدثنا عبد السلام بن عجلان، حدثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي هريرة فذكره.
فصل: الموطن الثاني والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
إذا نسي الشيء أو أراد ذكره:
ذكره أبو موسى المديني: وروى فيه من طريق محمد بن عتاب المروزي، حدثنا سعدان بن عبدة أبو سعيد المروزي، حدثنا عبيد الله بن عبد الله العتكي، أنبأنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نسيتم شيئًا فصلوا علي تذكروه إن شاء الله». قال الحافظ: وقد ذكرناه من غير هذا الطريق في كتاب الحفظ والنسيان.
فصل: الموطن الثالث والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
عند الحاجة تعرض للعبد:
قال أحمد بن موسى الحافظ: حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن أسيد، حدثنا إسماعيل ابن يزيد، حدثنا إبراهيم بن الأشعث الخراساني، حدثنا عبد الله بن سنان ابن عقبة بن أبي عائشة المدني، عن أبي سهل بن مالك، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى علي مئة صلاة حين يصلي الصبح قبل أن يتكلم قضى الله له مئة حاجة، عجل له منها ثلاثين حاجة وأخر له سبعين، وفي المغرب مثل ذلك. قالوا: وكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: «{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الأحزاب: 56، اللهم صل عليه، حتى تعد مئة مرة». وقال إبراهيم بن الجنيد: حدثنا إسماعيل بن حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا أردت أن تسأل حاجة فابدأ بالمدحة والتحميد والثناء على الله عز وجل بما هو أهله، ثم صل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ادع بعد، فإن ذلك أحرى أن تصيب حاجتك.
وقال الطبراني: حدثنا سهل بن موسى، حدثنا زريق بن السحت، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا فائد أبو الورقاء، حدثنا عبد الله بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «من كان له إلى الله عز وجل حاجة فليتوضأ، وليحسن وضوءه، وليركع ركعتين، وليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله سبحان الله رب العرش الكريم، والحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل ذنب، لا تدع لي هما إلا فرجته، ولا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا حاجة لك فيها رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».
وقال ابن مندة الحافظ: حدثنا عبد الصمد العاصمي، أخبرنا إبراهيم ابن أحمد المستملي، حدثنا محمد بن درستويه، وحدثنا بن متويه، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عباس بن بكار، حدثنا أبو بكر الهذلي، حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي كل يوم مئة مرة قضى الله له مئة حاجة سبعين منها لأخرته وثلاثين منها لدنياه»، قال الحافظ أبو موسى: هذا حديث حسن.
قلت: قد تقدم حديث فضالة بن عبيد، وأبي بن كعب في ذلك، والله أعلم.
فصل: الموطن الرابع والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
عند طنين الأذن:
ذكره أبو موسى، وغيره. قال ابن أبي عاصم في كتابه: حدثنا أبو الربيع، قال: حدثنا حسان بن عدي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، عن أبي رافع، عن أخيه عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا طنت أذن أحدكم فليصل علي وليقل: ذكر الله بخير من ذكرني».
ورواه معمر بن محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، لم يذكر عبد الله في الإسناد، وفي رواية: «ذكر الله من ذكرني بخير».
فصل: الموطن الخامس والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
عقيب الصلوات:
ذكره الحافظ أبو موسى وغيره. ولم يذكروا في ذلك سوى حكاية ذكرها أبو موسى المديني: من طريق عبد الغني بن سعيد، قال: سمعت إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الحاسب، قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر، قال: كنت عند أبي بكر بن مجاهد، فجاء الشبلي، فقام إليه أبو بكر ابن مجاهد فعانقه، وقبل بين عينيه، فقلت له: يا سيدي، تفعل هذا بالشبلي، وأنت وجميع من ببغداد يتصور أنه مجنون؟ فقال لي: فعلت به كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل به، وذلك أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقد أقبل الشبلي، فقام إليه وقبل بين عينيه، فقلت: يا رسول الله! أتفعل هذا بالشبلي؟ فقال: هذا يقرأ بعد صلاته: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} التوبة: الآية 128، إلى آخر السورة، ويتبعها بالصلاة علي وفي رواية أنه لم يصلي صلاة فريضة إلا ويقرأ خلفها {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} التوبة: الآية 128، إلى آخر السورة، ويقول ثلاث مرات: صلى الله عليك يا محمد قال: فلما دخل الشبلي سألته عما يذكر بعد الصلاة، فذكر مثله.
فصل: الموطن السادس والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
عند الذبيحة:
وقد اختلف في هذه المسألة، فاستحبها الشافعي، قال: والتسمية على الذبيحة ببسم الله، فإن زاد بعد ذلك شيئًا من ذكر الله تعالى فالزيادة خير، ولا أكره مع تسميته على الذبيحة أن يقول: صلى الله على رسول الله، بل أحبه له، وأحب أن يكثر الصلاة عليه على كل الحالات، لأن ذكر الله بالصلاة عليه إيمان بالله وعبادة له، يؤجر عليها أن شاء الله تعالى من قالها.
وقد ذكر عبد الرحمن بن عوف، أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فتقدمه النبي صلى الله عليه وسلم، فتبعه، فوجده عبد الرحمن ساجدًا، فوقف ينتظره فأطال، ثم رفع فقال عبد الرحمن: لقد خشيت أن يكون الله قبض روحك في سجودك، فقال: يا عبد الرحمن، إني لما كنت حيث رأيت لقيني جبريل فأخبرني عن الله، أنه قال: من صلى عليك صليت عليه، فسجدت لله شكرًا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نسي الصلاة علي خطئ به طريق الجنة وبسط رحمه الله الكلام في هذا.
ونازعه في ذلك آخرون، منهم أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى فإنهم كرهوا الصلاة في هذا الموطن، ذكره صاحب المحيط وعلله بأن قال: لأن فيه إيهام الإهلال لغير الله تعالى.
اختلف أصحاب الإمام أحمد رحمه الله تعالى فكرهها القاضي وأصحابه، وذكر الكراهة أبو الخطاب في رءوس المسائل.
وقال ابن شاقلا: تستحب. كقول الشافعي.
واحتج من كرهها بأن قالوا: روى أبو محمد الخلال بإسناده، عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «موطنان لا حظ لي فيهما: عند العطاس والذبح».
واحتجوا بحديث سليمان بن عيسى السجزي، عن عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، وقد تقدم الكلام على هذا الحديث وأنه غير ثابت.
فصل: الموطن السابع والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
في الصلاة في غير التشهد:
بل في حال القراءة إذا مر بذكره أو بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ} الأحزاب: الآية 56، ذكره أصحابنا، وغيرهم، قالوا: متى مر بذكره في القراءة وقف وصلى عليه.
وقال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا بشر بن منصور، عن هشام، عن الحسن، قال: «إذا مر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فليقف وليصل عليه في التطوع».
ونص الإمام أحمد رحمه الله تعالى على ذلك فقال: إذا مر المصلي بآية فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان في نفل صلى عليه صلى الله عليه وسلم.
فصل: الموطن الثامن والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
بدل الصدقة لمن لم يكن له مال فتجزئ الصلاة عليه عن الصدقة للمعسر.
قال ابن وهب: عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما رجل لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، فإنها له زكاة» رواه عنه ابن أخيه، وهارون بن معروف.
فصل: الموطن التاسع والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
عند النوم:
قال أبو الشيخ في كتابه: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل البرمكي، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا محمد بن نشر، حدثنا محمد بن عامر، قال: قال أبو قرصافة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أوى إلى فراشه ثم قرأ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} الملك: الآية 1، ثم قال: اللهم رب الحل والحرم، ورب البلد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب المشعر الحرام بحق كل آية أنزلتها في شهر رمضان، بلغ روح محمد صلى الله عليه وسلم مني تحية وسلامًا»، أربع مرات، وكل الله تعالى بها الملكين حتى يأتيا محمدًا صلى الله عليه وسلم فيقولان له: يا محمد إن فلان ابن فلان يقرأ عليك السلام ورحمة الله. فيقول: وعلى فلان مني السلام ورحمة الله وبركاته.
قال الحافظ أبو موسى: نشر والد محمد بفتح النون.
قلت: وأبو قرصافة، ذكره ابن عبد البر في كتاب الصحابة، وقال اسمه: جندرة من بني كنانة، له صحبة، سكن فلسطين. وقيل: كان يسكن تهامة، ولكن محمد بن نشر هذا هو المدني، قال فيه الأزدي: متروك الحديث مجهول.
قلت: وعلة الحديث أنه معروف من قول أبي جعفر الباقر، وهذا أشبه، والله أعلم.
فصل: الموطن الأربعون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
عند كل كلام خير ذي بال:
فإنه يبتدئ بحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يذكر كلامه بعد.
أما ابتداؤه بالحمد فلما في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى وسنن أبي داود: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم».
وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فروى أبو موسى المديني من حديث إسماعيل بن أبي زياد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل كلام لا يذكر الله فيه، فيبدأ به وبالصلاة علي، فهو أقطع ممحوق منه كل بركة».
فصل: الموطن الحادي والأربعون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم:
في أثناء صلاة العيد:
فإنه يستحب أن يحمد الله ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام الستوائي، حدثنا حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد بيوم، فقال لهم: إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟ قال عبد الله: تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة، وتحمد ربك، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو وتكبر، وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تقرأ ثم تكبر وتركع، ثم تقوم وتقرأ وتحمد ربك، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم حمد، ثم تدعو وتكبر، وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تركع. فقال حذيفة، وأبو موسى: صدق أبو عبد الرحمن.
وفي هذا الحديث الموالاة بين القراءتين، وهي مذهب أبي حنيفة، وإحدى الروايتين عن أحمد، وفيه تكبيرات العيد الزوائد ثلاثًا ثلاثًا، وهو مذهب أبي حنيفة، وفيه حمد الله والصلاة على رسوله بين التكبيرات، وهو مذهب الشافعي وأحمد، فأخذ أبو حنيفة به في عدد التكبيرات والمولاة بين القراءتين، وأخذ به أحمد والشافعي في استحباب الذكر بين التكبيرات. وأبو حنيفة ومالك يستحبان سرد التكبيرات من غير ذكر بينهما، ومالك لم يأخذ به في هذا ولا في هذا، والله سبحانه وتعالى أعلم.